٣. وَ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السّلَامُ فِي الصّلَاةِ عَلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ وَ كُلّ مَلَكٍ مُقَرّبٍ
اللّهُمّ وَ حَمَلَةُ عَرْشِكَ الّذِينَ لَا يَفْتُرُونَ مِنْ تَسْبِيحِكَ، وَ لَا يَسْأَمُونَ مِنْ تَقْدِيسِكَ، وَ لَا يَسْتَحْسِرُونَ مِنْ عِبَادَتِكَ، وَ لَا يُؤْثِرُونَ التّقْصِيرَ عَلَى الْجِدّ فِي أَمْرِكَ، وَ لَا يَغْفُلُونَ عَنِ الْوَلَهِ إِلَيْكَ وَ إِسْرَافِيلُ صَاحِبُ الصّورِ، الشّاخِصُ الّذِي يَنْتَظِرُ مِنْكَ الْإِذْنَ، وَ حُلُولَ الْأَمْرِ، فَيُنَبّهُ بِالنّفْخَةِ صَرْعَى رَهَائِنِ الْقُبُورِ.
وَ مِيكَائِيلُ ذُو الْجَاهِ عِنْدَكَ، وَ الْمَكَانِ الرّفِيعِ مِنْ طَاعَتِكَ.
وَ جِبْرِيلُ الْأَمِينُ عَلَى وَحْيِكَ، الْمُطَاعُ فِي أَهْلِ سَمَاوَاتِكَ، الْمَكِينُ لَدَيْكَ، الْمُقَرّبُ عِنْدَكَ وَ الرّوحُ الّذِي هُوَ عَلَى مَلَائِكَةِ الْحُجُبِ.
وَ الرّوحُ الّذِي هُوَ مِنْ أَمْرِكَ، فَصَلّ عَلَيْهِمْ، وَ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الّذِينَ مِنْ دُونِهِمْ مِنْ سُكّانِ سَمَاوَاتِكَ، وَ أَهْلِ الْأَمَانَةِ عَلَى رِسَالَاتِكَ وَ الّذِينَ لَا تَدْخُلُهُمْ سَأْمَةٌ مِنْ دُءُوبٍ، وَ لَا إِعْيَاءٌ مِنْ لُغُوبٍ وَ لَا فُتُورٌ، وَ لَا تَشْغَلُهُمْ عَنْ تَسْبِيحِكَ الشّهَوَاتُ، وَ لَا يَقْطَعُهُمْ عَنْ تَعْظِيمِكَ سَهْوُ الْغَفَلَاتِ.
الْخُشّعُ الْأَبْصَارِ فَلَا يَرُومُونَ النّظَرَ إِلَيْكَ، النّوَاكِسُ الْأَذْقَانِ، الّذِينَ قَدْ طَالَتْ رَغْبَتُهُمْ فِيمَا لَدَيْكَ، الْمُسْتَهْتَرُونَ بِذِكْرِ آلَائِكَ، وَ الْمُتَوَاضِعُونَ دُونَ عَظَمَتِكَ وَ جَلَالِ كِبْرِيَائِكَ وَ الّذِينَ يَقُولُونَ إِذَا نَظَرُوا إِلَى جَهَنّمَ تَزْفِرُ عَلَى أَهْلِ مَعْصِيَتِكَ سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقّ عِبَادَتِكَ.
فَصَلّ عَلَيْهِمْ وَ عَلَى الرّوْحَانِيّينَ مِنْ مَلَائِكَتِكَ، وَ أَهْلِ الزّلْفَةِ عِنْدَكَ، وَ حُمّالِ الْغَيْبِ إِلَى رُسُلِكَ، وَ الْمُؤْتَمَنِينَ عَلَى وَحْيِكَ وَ قَبَائِلِ الْمَلَائِكَةِ الّذِينَ اخْتَصَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ، وَ أَغْنَيْتَهُمْ عَنِ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ بِتَقْدِيسِكَ، وَ أَسْكَنْتَهُمْ بُطُونَ أَطْبَاقِ سَمَاوَاتِكَ.
وَ الّذِينَ عَلَى أَرْجَائِهَا إِذَا نَزَلَ الْأَمْرُ بِتَمَامِ وَعْدِكَ وَ خُزّانِ الْمَطَرِ وَ زَوَاجِرِ السّحَابِ وَ الّذِي بِصَوْتِ زَجْرِهِ يُسْمَعُ زَجَلُ الرّعُودِ، وَ إِذَا سَبَحَتْ بِهِ حَفِيفَةُ السّحَابِ الْتَمَعَتْ صَوَاعِقُ الْبُرُوقِ.
وَ مُشَيّعِي الثّلْجِ وَ الْبَرَدِ، وَ الْهَابِطِينَ مَعَ قَطْرِ الْمَطَرِ إِذَا نَزَلَ، وَ الْقُوّامِ عَلَى خَزَائِنِ الرّيَاحِ، وَ الْمُوَكّلِينَ بِالْجِبَالِ فَلَا تَزُولُ وَ الّذِينَ عَرّفْتَهُمْ مَثَاقِيلَ الْمِيَاهِ، وَ كَيْلَ مَا تَحْوِيهِ لَوَاعِجُ الْأَمْطَارِ وَ عَوَالِجُهَا وَ رُسُلِكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ بِمَكْرُوهِ مَا يَنْزِلُ مِنَ الْبَلَاءِ وَ مَحْبُوبِ الرّخَاءِ وَ السّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَ الْحَفَظَةِ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ، وَ مَلَكِ الْمَوْتِ وَ أَعْوَانِهِ، وَ مُنْكَرٍ وَ نَكِيرٍ، وَ رُومَانَ فَتّانِ الْقُبُورِ، وَ الطّائِفِينَ بِالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَ مَالِكٍ، وَ الْخَزَنَةِ، وَ رِضْوَانَ، وَ سَدَنَةِ الْجِنَانِ.
وَ الّذِينَ لَا يَعْصُونَ اللّهَ مَا أَمَرَهُمْ، وَ يَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ وَ الّذِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ وَ الزّبَانِيَةِ الّذِينَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ خُذُوهُ فَغُلّوهُ ثُمّ الْجَحِيمَ صَلّوهُ ابْتَدَرُوهُ سِرَاعاً، وَ لَمْ يُنْظِرُوهُ.
وَ مَنْ أَوْهَمْنَا ذِكْرَهُ، وَ لَمْ نَعْلَمْ مَكَانَهُ مِنْكَ، و بِأَيّ أَمْرٍ وَكّلْتَهُ.
وَ سُكّانِ الْهَوَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ الْمَاءِ وَ مَنْ مِنْهُمْ عَلَى الْخَلْقِ فَصَلّ عَلَيْهِمْ يَومَ يَأْتِي كُلّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَ شَهِيدٌ وَ صَلّ عَلَيْهِمْ صَلَاةً تَزِيدُهُمْ كَرَامَةً عَلَى كَرَامَتِهِمْ وَ طَهَارَةً عَلَى طَهَارَتِهِمْ اللّهُمّ وَ إِذَا صَلّيْتَ عَلَى مَلَائِكَتِكَ وَ رُسُلِكَ وَ بَلّغْتَهُمْ صَلَاتَنَا عَلَيْهِمْ فَصَلّ عَلَيْنَا بِمَا فَتَحْتَ لَنَا مِنْ حُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِمْ، إِنّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ.